الأحد، 28 يونيو 2015

نعمة إدراك رمضان

هنيئاً لكل مسلم منّ الله عليه بهذه النعمة ألا وهى نعمة ادراك شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا اعواماً عديدة وازمنة مديدة بالخير واليمن والبركات
فلهذا الشهر فضل عظيم على سائر الشهور والنبى عليه الصلاة والسلام كان اذا دخل عليه شهر

رجب دعا الله عز وجل ان يبارك له فى رجب وشعبان وان يبلغه رمضان ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه دعا بهذا الدعاء لغيره من الشهور بل إنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صعِد المِنبَرَكما فى صحيح ابن حبان فقال : ( آمينَ آمينَ آمينَ ) قيل : يا رسولَ اللهِ إنَّكَ حينَ صعِدْتَ المِنبَرَ قُلْتَ : آمينَ آمينَ آمينَ قال : ( إنَّ جِبريلَ أتاني فقال : مَن أدرَك شهرَ رمضانَ ولَمْ يُغفَرْ له فدخَل النَّارَ فأبعَده اللهُ قُلْ : آمينَ فقُلْتُ : آمينَ ومَن أدرَك أبوَيْهِ أو أحَدَهما فلَمْ يبَرَّهما فمات فدخَل النَّارَ فأبعَده اللهُ قُلْ : آمينَ فقُلْتُ : آمينَ ومَن ذُكِرْتَ عندَه فلَمْ يُصَلِّ عليكَ فمات فدخَل النَّارَ فأبعَده اللهُ قُلْ : آمينَ فقُلْتُ : آمينَ )
ولكى نعرف اكثر قدر هذه النعمة العظيمة (إدراك شهر رمضان) تعالوا بنا نستمع لحديث طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه وارضاه والحديث صحيح وله اكثر من رواية فى مسند الامام احمد وصحيح ابن ماجة وصحيح الجامع للالبانى رحمهم الله جميعاً ويروى فيه أن رجلين قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعا ( أى فى نفس الوقت ) وكان أحدهما أشد اجتهادا من صاحبه فغزا المجتهد منهما فاستشهد ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي قال طلحة : فرأيت فيما يرى النائم كأني عند باب الجنة إذا أنا بهما وقد خرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما ( الذى كان اقل اجتهاداً من صاحبه )  ثم خرج فأذن للذي استشهد ثم رجعا إلي فقالا لي : ارجع فإنه لم يأن لك بعد فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك فبلغ ذلك رسول صلى الله عليه وسلم فقال : من أي ذلك تعجبون ؟
قالوا : يا رسول الله هذا كان أشد اجتهادا ثم استشهد في سبيل الله ودخل هذا الجنة قبله
فقال : أليس قد مكث هذا بعده سنة ؟
قالوا : بلى ، وأدرك رمضان فصامه ؟ قالوا : بلى ، وصلى كذا وكذا سجدة في السنة ؟ قالوا : بلى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلما بينهما أبعد ما بين السماء والأرض ( أي بينهما فى الدرجة والمنزلة فى الجنة )

فمن هذا الحديث يتضح لنا عدة امور :
1-  ان تاريخ اسلامهم واحد
2-  ان احدهما كان اشد اجتهاداً فى العبادة من الاخر وليس ذلك فحسب بل إنه  ُقتل في سبيل الله ومات شهيداً والشهادة فى سبيل لله منزلة عظيمة
3-   ان الذى دخل الجنة اولاً ليس هو الشهيد بل الذى انعم عليه الله سبحانه وتعالى بإدراك رمضان فى العام الذى عاشه بعد صاحبه والشهيد كما هو معلوم درجته رفيعة فى الجنة فقد جاء فى الحديث الذى صححه الالبانى فى السلسلة الصحيحة:
 للشَّهِيدِ عندَ اللهِ خِصالٍ : يُغْفَرُ لهُ في أولِ دَفْعَةٍ من دَمِهِ . ويُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجنةِ . ويُحَلَّى حِلْيَةَ الإيمانِ . ويُزَوَّجُ [ اثْنَتَيْنِ وسبعينَ زَوْجَةً ] مِنَ الحُورِ العِينِ . ويُجَارُ من عذابِ القبرِ . ويَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ . ويُوضَعُ على رأسِهِ تَاجُ الوَقَارِ ، الياقُوتَةُ مِنْهُ خيرٌ مِنَ الدنيا وما فيها . ويُشَفَّعُ في سبعينَ إنسانًا من أهلِ بيتِه
4-   على الرغم من منزلة الشهيد سالفة الذكر فإن نعمة إدراك شهر رمضان وصيامه بالاضافة الى اداء الصلوات المفروضة وغيرها فى هذه السنة جعلته يسبق صاحبه فى دخول الجنة
 ( نسأل الله تبارك وتعالى أن يعد علينا رمضان أخر انه ولى ذلك ومولاه )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق